تبقى نقطة أود أن أتحدث عنها في الاستحقاق الرئاسي، سمعنا كثيراً في هذه الأيام أن البرنامج أهم من الشخص. أنا أريد أن أخالف، شخص الرئيس أهم من البرنامج، لسببين: السبب الأول أن السلطة الحاكمة في لبنان ليست الرئيس وإنما الحكومة، نعم فكر الرئيس، نواياه، تطلعاته السياسية، مؤثر لا شك في قرار الحكومة. والأمر الثاني أن الرئيس قد يقدم برنامجاً الآن ولكن قد يعدل عنه في المستقبل، من الذي لديه ضمانات من أن يعدل في البرنامج؟ وفي لبنان أهون شيء أن يغير الشخص ثيابه وأهون شيء أن ينقل البارودة من كتف إلى كتف! وللأسف الكذب ملح الرجال، في الوقت الذي ملح الرجال هو الشهامة والصدق والشرف. اليوم عندما يقال هذا السياسي "يا بيي شو شاطر"، يعني "يابيي إنو بيعرف يكذب ويلعب ، والذي لا يعرف يقولون عنه ليس سياسياً.
شخص الرئيس أهم من البرنامج. ماذا يعني شخص الرئيس؟ يعني نريد رئيساً وطنياً. التجارب أثبتت أنه لا يخضع للضغوطات والسفارات وليس النوايا الحسنة،التجارب تقول هذا رجل لا يخضع للضغوط ولا للسفارات ولا يخاف ولديه الشجاعة الكافية ويقدم المصلحة الوطنية وحاضر أن يتحمل المسؤولية بجد وصادق ويفي بوعده، هذا شخص الرئيس، هذا الشخص موجود "ونص" وبالتالي نستطيع أن نصل إليه ونتوافق عليه.بالنسبة لنا شخص الرئيس هو الذي يشكل الضمانة ليس الورقة او الخطاب الذي يعلنه . تقول لي هذا رجل يلتزم بكلمته يفي بوعده صادق في وطنيته لا يخضع للضغوط ولا للترهيب ولا للترغيب ولا يشرى بملايين الدولارات وطنه أغلى شيء عنده، اقول لك على رأسي هذا يشكل لي ضمانة، وهذا يقدر أن يكون رئيس جمهورية لبنان الذي يحمي لبنان ووحدته وسلمه واستقراره وأمنه ويقدر أن يبني فيه مع حكومة وحدة وطنية جدية، يقدر أن يبني دولة ويواجه كل التحديات والأخطار المقبلة على لبنان وعلى المنطقة. هذه هي رؤيتنا ، ونحن نعود ونؤكد، المعارضة كلها ونحن بالخصوص بالرغم مما يقال أو قيل نؤكد حرصنا على وحدة البلد وسلم البلد وأمن البلد واستقرار البلد والوفاق في البلد والحوار في البلد، لكن طاولة الحوار التي نجلس عليها 8 و 9 ذاهبين عائدين هذه لا تعطي نتيجة . دائماً كنا نقول فلان أو فلان أو فلان من قيادات المعارضة وقيادات الموالاة يجلسوا ويتناقشوا بشكل جدي فلا مانع. بالنسبة لي أنا شخصياً لدي ظروفي الخاصة التي تمنعني، لكن الأخوة الآخرين موجودين ويستطيعون أن يتحملوا المسؤولية. تأتي المبادرة العربية يومين أو ثلاثة وتغادر " ما بيمشي الحال هيك" أي أحد يريد أن يساعد فليأتي ويجلس ويتحدث مع الجميع فنحن موافقون أن نتحدث مع كل العالم ويتم الجلوس مع الكل ، لكن نبحث عن أطر جدية وصيغ جدية للحوار تؤدي إلى النتائج المطلوبة.
في يوم القدس العالمي أود أن أؤكد لكم في أجواء شهر رمضان المبارك أؤكد لكم أن المستقبل ليس مخيفاً كما يصور لنا، نعم هناك تحديات وأخطار وأعاصير. من معجزات القرآن الكريم الكبرى عندما حدّث القرآن على لسان رسول الله محمد (ص) قبل 1400 سنة أن بني إسرائيل سيفسدون في هذه الأرض المقدسة وسيعلون علواً كبيراً، قال رسول الله ذلك نقلاً عن الوحي وبالآيات القرآنية في الوقت الذي لم يكن هناك يهود في فلسطين إلا قلية قليلة ضعفية، في الوقت الذي كان فيه بنو إسرائيل مجموعة قبائل ممزقة مشتتة في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا واليمن وغيرها، وجاء القرآن ليتحدث عن حدث سوف يحصل بعد 1400 سنة ، وهذه من المغيبات والآيات العظيمة في كتاب الله عز وجّل، وأقام هؤلاء دولة لا سابقة لها في تاريخهم، لم يسبق في تاريخ بني إسرائيل أن أقاموا دولة عالية في الأرض كما هو حال هذه الدولة، ولكن القرآن الكريم الذي حدثنا قبل 1400 سنة أن هذه الدولة العالية المفسدة المستكبرة القاتلة ستقوم في الأرض المقدسة، حدثنا أيضاً وبشكل قاطع وجازم بأن هذه الدولة لن تبقى وبأن عباد لنا أولي بأس شديد سيجوسون خلال الديار، وفي مرحلة لاحقة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.
عندما أعلن الأمام الخميني يوماً عالمياً للقدس، كان الخميني ابن القرآن الذي كان يرى صدقاً وعد الله المفعول بأن بيت المقدس هذا سيعود إلى أصحابه وسيتطهر من دنس الاحتلال ورجس المحتلين إنشاء الله.